الأربعاء، 2 مارس 2011

أول حكاية : الوحدة




حكايتي ... حكايتي مع الزمان كما غنت ورة الجزائرية ؟ لا طبعا لكن الأمر ليس 

دراميا لهذه الدرجة سأتكلم عن شيء آخر هو الوحدة .

 الوحدة غالبا ما تقال بشكل مأساوي : أنا وحيد أو لوحدي , لا أحد معي , لا أحد حولي ,

 لا أشعر بالناس , ليس لدي صديق , ليس لي أحد غير الجدران و الهواء . هذا الشعور

 الطاغي بالوحدة يجتر الناس يوميا في عالم بعيد عن الحميمية و الصدق .


هناك من يثأثرون بالحالة سلبا , كل إنسان يلتف حول نفسه في زاوية ما

 ليعيش وحدته بكل ما فيها من ضيق و صمت لتنبت داخله شجرة تعيسة من غصون

 الشك المتشابكة مع شعور حاد بالإضطهاد و اليأس و الحزن , شجرة يرويها

 حقد عميق على الآخرين ...  يتورط أحدهم في نمط حياة يجعله بعيدا حتى عن نفسه

لأن الأحساس بالوحده لا يكون بالضروره عند عدم وجود من يحيطون به فهو لا يجد

 أو يشعر بوجوده او حتى يستمع له وهذا النوع من أصعب واقسى انواع الشعوربالوحده

 وهي (وحده الأحساس ) ونتائجها تكون سلبيه جدا مثلما ذكرت سابقا فقد تجعل الشخص

 سلبيا للغاية .

و هناك من يختارون الوحدة و يعملون جاهدا للدخول إليها من باب واسع أو أنهم

 يتأقلمون معها كواقع و يصبح عقلك و صوتك الداخلي هو رفيقك الوحيد , تتكلم مع

نفسك طوال الوقت حتى و لو كنت تبدو صامتا جدا ... تتأمل , تراجع , تحلل , تضحك

من نكتة قديمة مدفونة في سجلات الذاكرة و قد تكتشف حقيقة ما أو قد تصل لتفسير

حالة أو حادث حصل لك . في النهاية لن يكون لديك مشكلة في الحوار مع نفسك في

جو من الوحدة التي تسمى في مثل هذه الحالات هدوء صاخب و ربما لن تسمح لأحد

بأن يقتحم عليك وحدتك إيمانا منك بقيمة النعمة التي تعيشها ... قابلت في حياتي أشخاص

يعيشون الحالتين و قد اعتبر نفسي ممن عاشوا الوحدة بجانبها السلبي و الإيجابي معا

لكنني في الحقيقة أكن إحتراما كبيرا لمن يخترون طريقة حياتهم و يدافعون عنها

حتى ولو تعالت الأصوات من حولهم منددة , شاتمة .... لطالما جذبني المختلفون

الصامتون , المستمعون و المتحاورون بلغة العقل .


إذن أول الحكاية هي أن نتصالح مع حالتنا , إذا كنت وحيدا تعيسا جدا و تحتاج إلى

المدعين التعساءالآخرين مثلك و تريد من ينافقك و يكذب عليك و يورطك في سلسلة

 معقدة من مشاكل الحياة فانطلق إلى المقاهي و الصالونات و المراكز الإجتماعية

وسوف تحظى بقائمة كريهة من الأحباب الجدد ( الأعداء في المستقبل ) و لكن إذا فكرت

 قليلا و أدركت ما يحيط بك فستختار الحد الأدنى الممكن من العلاقات الأسرية و تتصالح

مع عقلك و روحك لتجد التوازن المطلوب

أما هؤلاء الذين يتخبطون في مآسي العلاقات المتداخلة و الأصوات العالية و الضجر

ثم البكاء ليلا بصمت فعليهم أن يعلموا بأن القليل من الوحدة كفيلة بمسح دموعهم

و تضميد قلوبهم ففي مثل حالاتهم يحتاج الإنسان إلى الإبتعاد قليلا , قطع العلاقة مع

عالمه المزيف الكريه على الأقل ليعرف ماذا يريد .

للحكاية بقية 

 







هناك 4 تعليقات:

Tears يقول...

الانسان اسمه انسان لانه يأتنس بالناس و بالتالى اكيد الوحدة شىء قاتل

مبروك على المدونة :)

Lomy يقول...

شكرا على هذه التدوينة الجميلة

و مبروك على المدونة

بالنسبة لي انا من هؤلاء

الذين يتخبطون في مآسي العلاقات المتداخلة و الأصوات العالية و الضجر ثم البكاء ليلا بصمت

دائما ما اختار البكاء ليلا في صمت و لا اعلم لماذا ليلا تحديدا و لماذا في صمت و لكن هذا ما يحدث معي

اشكرك

ليالي باريس يقول...

Tears
شكرا على التعليق عزيزتي
رغم ان الإنسان كائن إجتماعي إلا أن الإجتماع بالآخرين هو أكثر ما سبب له الأذى و الألم لذلك فالوحدة اختيار أرحم

ليالي باريس يقول...

Vendetta
أشكرك على التعليق رغم أن ما ذكر في التعليق يدعوا للأسف . أتمنى أن تخظى براحة البال و تختار طريقا ارحم لك و لقلبك و عقلك

تحياتي