في الدراما والسينما العربية ترافق هذه الكلمة موسيقى إيقاعية
مفاجئة وتتجلى على وجه الممثل أو الممثلة ملامح شخص رأى
شبحا يسرح شعره أو شخص فاجئته زوجته مع امرأة أخرى .
طبعا تتذكرون المسلسل الخرافي الأهبل رأفت الهجان والذي قدم
قصة ساذجة هدفها الضحك على ذوقون الناس بفكرة الجاسوس
الوسيم الذكي الذي تقع كل النساء في غرامه (حتى العجائز ودون
أن نفهم السبب) والذي يستطيع بعبقرية درامية على طريقة مسلسل
الساعة سبعة أن يخدع ضباط ومحققين وعملاء ويندمج على مدار
سنوات في المجتمع اليهودي وينجح في مهمته .
عندما تجتمع معادلة الخير مقابل الشر مع فكرة نحن أذكياء
ومؤمنين وأنتم أغبياء وكفار مع نظرية المؤامرة ولابأس أن يضاف
إليها عنصر أنا دائما على حق وأنت دائما على خطئ فإنك حتما
ستحصل على مسلسل من نوعية رأفت الهجان وفيلم مهمة في
تل أبيب و48 ساعة في اسرائيل وفيلم أبناء العم إضافة إلى
مسلسلات وأعمال أخرى ليس لها أية علاقة بالموضوعية والحقيقة
إنما تلعب على مشاعر الناس وتخدرهم كما يجب حتى أن الأتراك
دخلوا على الخط وانجزوا مسلسلا عن فلسطين صور ياعيني
المعاناة كما يحب العرب والمسلمين أن يرها فذرفت الدموع
وعصرت المناديل واسترسل الناس في حوارات وشتائم طويلة
عريضة ضد إسرائيل واليهود رغم أن أحدا منهم لم يزر المنطقة
أو يعرف كيف تجري الأمور هناك .
دور الضحية المظلومة الذي يحب العرب أن يخلطوه مع دور البطل
الجبار فيما يسمونه الفن يقابله في الواقع الضحية المظلومة
الغاضبة طبعا أحسن من يلعب هذا الدور في الواقع هم الفلسطينيين
أنفسهم وهم أكثر من استغل ذلك لمد يده لغير متسولا من
الدول ووضعوا أرجلهم في كل مكان مدعين المسكنة والطيبة
والتشرد في حين أنهم أحسن من تاجر بمعاناة غيرهم دون رحمة .
طوال سنوات المدرسة سمعنا ودرسنا وحفظنا الأكاذيب عن شيء
يسمونه القضية الفلسطينية عمقت الحقد والكراهية ضد اليهود
واسرائيل لكن أحدا لم يخبرنا بأن ثمة جانب آخر
يقتل ويرسل انتحاريين يفجرون أنفسهم في حافلات المدارس
والمطاعم ويستفزدولة كاملة بقصفه مواقع سكنية وعندما تريد
حماس ان تستعرض عضلاتها وتعيش دور البطل المقاوم ترسل
تهديدات غبية تهدم اي فرصة للسلام .
احدا لم يملك الشجاعة ليقول بأن اسرائيل لها الحق في الدفاع عن
وجودها وحدودها ومواطنيها .
(يتبع في الجزء الثاني)