الأربعاء، 25 مايو 2011

الفوضى




لا , لا , لا ... أرجوكم لا تفهوني غلط

أوكي افهمني غلط أو افهموها صح , لا يهمني

أنا فوضوية

نعم فوضوية

بكل براءة و بعيدا عن مفهوم الكلمة السوسيولوجي

اكتشتف أنني فوضوية الأفكار

و انسى كثيرا ... هذه مشكلة أخرى طبعا

لكن عندما تكون أفكارك متداخلة  على شكل كومة غسيل غير مرتبة

فإنك تشعر بالغثيان و تدور حول نفسك بحثا عن قميص نجاة

أين كل تلك الأفكار الرائعة الرهيبة التي احتفظت بها بين دفاتر

غاية في الدقة و السرية على أمل إعادة قراءتها صباحا

و يأتي الصباح فلا أجد شيئا سوى الفوضى في شكل كلمات

متقاطعة و حروف متناثرة تدخلني في مطاردة شرسة لجملة مفيدة

أعترف بأنني فقدت التركيز منذ فترة طويلة و لم أعد قادرة

على الإفلات من الروتين الفكري ... لا جديد على الإطلاق

حتى شقتي الصغيرة أعتقد بأنها على وشك الإنتحار أو الإعتزال

بسبب ما أنا فيه من جمود , لم أعد أفتح قلبي للجدران

و أنطلق في أحاديث صريحة دون عناء كما كنت أفعل قبل أشهر

الآن لا شيء غير فوضى الأفكار, الحيرة و صوت التلفزيون .

كيف وصلت إلى هذه المرحلة ؟ كيف يمكننا أن نفسر

الإحساس بسقوط السقف و السماء و النجوم و الكواكب

على رأس أحدهم ؟؟

مبالغة أليس كذلك ؟ ... نعم إنها مبالغة لأنها تعجز عن

 وصف جزء من المليون مما تشعر به إنسانة رفعت الفوضى

 علم انتصارها داخل حياتها .

عندما اتصلت بصديقتي البارحة و بدأت أجيب على أسئلتها

 بطريقة آلية

أدركت الأمر و قالت لي : خذي إجازة فورا !!

ثم طلبت مني أن أكتب لها إيمايل و لكنني لم أكتب لها شيئا

من عندي بل اخترت هذا المقطع من رواية الكاتبة الرائعة

 Nina Bouraoui

لأنه يعبر بشكل ما عما أريد قوله :


لقد جئت لأن أفكارا سيئة أخرى تحاصرني, تلتهم روحي . داخل رأسي شخص أخر لا أعرفه يحمل بيده مطرقة تزعجني طوال الوقت ... أود خنقه بيداي, اكتشفت بأن أفكاري السيئة هي التي تطارد من أحبهم , اراها في أجسادهم و وجوههم و كلامهم و كل ما يفعلونه هكذا يا عزيزتي يبدأ تاريخ القتلة...  استغرقت الليل حتى الصباح أحاول التخلص مما في ذهني أعاهد نفسي ثم أتراجع , خائفة جدا مما اتحول إليه... لم أعد أسيطر على شيء و أخشى أن تصبح جرائمي أنصاف أحلام و أنصاف أشباح ....


نتالي هي التي أعطتني رقم هاتفك احتفظت بالرقم أياما طويلة أما نتالي فلم أعد أراه.  بدأت أحس بأنني آخذ مكانها و أنا مدينة لها بذلك فقد كانت تحبك , رغم أنني لم آت لسرقة ماضيها و حياتها لأنني لم أغار منها يوما و لم آت لأنظر الى وجهك و أتأمل صوتك ويديك و لا جئت لأغواءك أيضا .. ...


لن أبكي أمامك لأن الخوف قد أخذ دموعي لكن يمكنني أن أركع و أتوسل إليك ... لن أستطيع أن أقبلك فأنت ملاك ناص البياض , الجسد الذي لا يمكنني لمسه, يمكنني فقط ان اقول و أفسر لك كل شيء فلم يعد بيني و بينك أسرار على الأقل من جهتي لم أعد بحاجة إلى مراقبة كلماتي أو الخجل منها قبل ذلك كتبت و مزقت اوراق  كثيرة لدرجة أنني اصبحت أكتب في رأسي فقط و اكتملت شخصيتي بتلك اللغة المختلفة التي كنت أكتب و أفهم بها غيري ...منذ أن أقتحمتني تلك الأفكار لم أجرؤ على النظر إلى نفسي في المرآة لأنني أخشى أن أرى وجهي كما أرى وجوه الآخرين ....


حتى أنني أقفلت كل الغرف في شقتي و اخفيت السكاكين و نمت وحيدة على الأريكة, أتذكر في الليلة التي سبقت أفكاري السيئة بأنني سمعت صوت امرأة ينادي طلبا للمساعدة و اتذكر بأنني سمعت ضربات على النافذة المغلقة كان صوت جسم يرتطم كان العنف قريبا و متصاعدا و مع ذلك أغمضت عيناي و أجبرت نفسي على الصمود ثم أيقضتني صرخات أخرى خرجت من داخل قلبي . ....


أود أن أصبح كما كنت في السابق قبل سنة عندما تعارفنا وقتها فقط أستطيع أن أعترف لك و كل ما أستطيع قوله الآن هو أنك جميلة و فاتنة و لديك ابتسامة طفل .








الاثنين، 16 مايو 2011

'Limitless' بلا حدود






هذا عنوان فيلم أمريكي جديد

شاهدته منذ حوالي شهر و نصف

لم أكن متحمسة لدخوله

الحماس كله بدأ بعد 10 دقائق من بداية الفليم

عندما تنطلق رحلة كاتب فاشل ضائع مع المخدرات الذكية التي

 تزيد من معدل الذكاء إلى حد العبقرية

و تجعل الإنسان قادرا على استخدام 100 % من قدراته العقلية

السرعة الفائقة في حل كل المسائل , ذاكرته أصبحت طوع أمره

كل ما تعلمه , شاهده , قرأه , سمعه , فكر فيه حتى و لو كان

قد مضى عليه عشرين سنه يتجدس أمامه في لمح البصر

ليجد حلا سريعا ناجحا و مختصرا لكل شيء

ينهي الكاتب روايته في خمسة أيام و ينطلق إلى مجال البورصة

و المضاربة ليتحول إلى مستشار مالي لأهم رجل أعمال في

أمريكا فيكسب الملايين . يتعلم لغات صعبة و يفلت من أعدائه

و ينجح في وضع مختبر كامل تحت تصرف لإكتشاف تركيبة

 المخدرات و صناعتها خصيصا له

يتحول إلى سوبر إنسان !

ينتهي الفيلم بمشهد حملته الإنتخابية كسيناتور جديد

(قال يعني كل السياسيين عباقرة )


الفيلم دفعني إلى البحث عن حقيقة ذكاء الإنسان

قبل عشر سنوات كانت الدراسات العلمية تقول بأننا لا نستعمل

في إلا 10 % من دماغنا و لذلك فإن آنشتاين عندما عصر

 دماغه و استعمل 12 % منه أصبح عبقريا و اكتشف

النظرية النسبية

الحقيقة المؤلمة اليوم و التي تؤكدها دراسات أكثر دقة و حداثة

أننا لا نستعمل في الحقيقة إلا 1 % ( واحد ) من عقولنا !!!!!

نعم نحن أغبياء جدا و بطيئين لدرجة أننا استغرقنا 200 ألف سنة

لاكتشاف الكهرباء و قوانين الفيزياء ثم الصعود إلى الفضاء

و نبدو أكثر غباء و جهلا أمام البكتيريا و الفيروسات

و أمام ضعفنا و تصديقنا اللامحدود للخرافات و الأقاويل

نحتاج إلى الأكل و النوم و الراحة و حفظ المجلدات

و الجلوس من 12 إلى 20 سنة على مقاعد المدارس و الجامعات

لنصبح موظفين تعساء و أنتم تعرفون الباقي

بعض المناطق الدماغية عند البشر تبقى غبر مستخدمة او

ان ثمة مواهب متوارية عند البعض، وتحتاج الى من يخرجها

 الى النورلكن كيف ؟

قرأت مقالا نشر في موقع البي بي سي عن الفيلم و ذكر وجود

بعض العقاقير الذكية مثل   ريتالين ، Modafinial واديرال

و هي منشطات و لكنها لا تأخذ إلا بوصفة و لكل منها أضرار

 جانبية قد تكون خطيرة و انتهى المقال إلى الاعترف بأن المخدر

 المقصود في الفيلم لا وجود له إلا في الخيال .

شيء مستفز جدا أن تعرف بأن قدرات محدودة و بأنك أغبى

مما كنت تعتقد و من سيقول لي بعد اليوم بأنه ذكي و لطيف

فعليه أن يخبرني كيف بفك شيفرة دماغه .





الاثنين، 9 مايو 2011

Dancing Depression


هل تعرفون رقصة التانغو ؟

الأول من أمس , دخلت حوارا جادا مع نفسي و قررت أن أدعوها

 إلى رقصة تانغو صاخبة 

لا شيء أجمل من أن تشعر بأنك محلق ..  تحد آخر لقوانين

 الجاذبية ,  لا تسألوني كيف ؟

على أنغام لاتينية تنقلت في أرجاء الشقة بحركات دائرية كما

 لو أني أمشي على قطع من السحاب

اتسع المكان فلم أعد أرى جدران أو أثاثا

يداي معلقتان في الهواء تضمان إنسانة أخرى خرجت مني

كنا نتحرك معا في تناسق غريب

شاركتني ضحكة هسترية طويلة رغم أننا لم نلتق وجها لوجه

 قبل ذلك الوقت

تلك التي تحدثني و تجادلني كثيرا لم تنطق يومها حرفا واحدا

كانت تنظر في عيناي محاولة اكتشاف خريطتي الجينية  

هل أنكر أنني من ورثة الإكتئاب ؟

كانت تبحث لي عن حبل متين أتمسك به لأخرج من عنق

 زجاجة الأسباب و المبررات المتشابهة

انتهت الأغنية و عدت إلى أرضي مجددا ..  حبات العرق ,

 الأنفاس المتصاعدة و ساعة الموبايل يؤكدون لي بأنني

استغرقت وقتا طويلا في تلك اللعبة .

عرفت بأنها ستختفي لتكلمني و سألتها فقالت : لا فائدة

اتفقنا على اللقاء مرة أخرى ربما لنجرب السامبا أو

الرقص الشرقي

من الأفضل أن استغرق وقتا آخر في التأمل

التأمل هو الحالة الوحيدة التي أنفصل فيها عنها

انقطع عن التفكير و أركز في شجرة التين التي كنت

أحبها في بيت جدتي

من يستطيع أن يقول بأنه لم يمر بذلك ؟ نوبات الضحك

و نوبات البكاء حتى نوبات الكتابة و الإنهماك في العمل ..

 هل الإنسان مدمن إكتئاب ؟

هل ثمة لذة ما في الشعور بالتعاسة ؟

على الأقل استطعت أن أرقص و استطعت اليوم أن أكتب

هذا البوست





الأحد، 1 مايو 2011

Black and white


بما أنني ما أزال في حالة نفسية مزرية

و غير قادرة على الكتابة بشكل سليم

فقد اخترت مجموعة من صور مدينة نيويورك

بالأبيض و الاسود